رمتنا صروف الدهر منها بسبعة ... فما أحد منّا من السبع سالم
غلاء وغازان وغزو وغارة ... وغدر وإغبان وغمّ ملازم
[ذكر رجوع غازان إلى الشرق]
لمّا كان يوم الجمعة ثانى عشر جمادى الأوّل عزم غازان على الرجوع إلى بلاده، لا ردّه الله. وأنّه يترك نايبا وعسكرا من التتار بالشأم.
ثمّ رحل بطغاته وجيوشه وترك عدّة من التتار، واليزك لم يبرح حول القلعة، وكان الحصار ظاهر البلد حول القلعة وكذلك من داخل، ويرمون من القلعة بحجارة كبار، ويكثرون من رفع الأصوات، بذكر الله تعالى والصلاة على محمد صلّى الله عليه وسلّم. ولمّا رحل غازان ترك بهاء الدين قطاو شاه نايبه مع جمع كثير
ورسم يوم السبت بإخلاء المدرسة العادليّة، ووقف التتار على بابها، فخرج أهلها وعاد كلّ من خرج فتّشوه ويأخذون ما يختارون أخذه.
وأحرقوا جامع العقيبة، وعادت التتار تعمل فيه أيّاما وسقطت منارته.
ولمّا كان يوم الأحد الحادى والعشرين منه أحرقوا المدرسة العادلية، واحترق بها كتب كثيرة. فلمّا رأوا (١٦) أهل المدرسة الظاهريّة ذلك انتقلوا منها، وعادوا يرمون قماشهم من سطح حمام أسد الدين وحمام العقيقىّ، ولا ينزلون من الباب خوفا من اليزكيّة. وأمّا باب البريد فما عاد