للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعرف ما حوله من الأماكن لحرابها. وأمّا دار السعادة فخربت جملة كافية. ولم يزل الحال مستمرّا إلى يوم الثلثا توجّه أيضا قطلو شاه، وخرج قبجق إلى وداعه. وفى أثناء هذا اليوم دقّت البشاير بالقلعة وهربت جماعة من التتار ليلة الأربعا، وأصبح يوم الأربعا قطعت أخشاب المنجنيق. واشتدّ الطلب على من كان يلوذ بالتتار، وحمل القمىّ وغيره إلى القلعة، وطلب أبناء الشيخ الحريرىّ فاختفيا. وفى ذلك اليوم نودى بالبلد: طيّبوا قلوبكم وافتحوا دكاكينكم وتهيّوا لملتقى سلطان الشأم سيف الدين قبجق، واخرجوا له بالشموع! وفى مناداة أيضا:

قد دفع الله عنكم العدوّ المخذول! -فتعجّب الناس من ذلك

وحكى الشيخ علم الدين البرزالىّ (١٠)، قال: اجتمعت يوم الخميس الخامس والعشرين من الشهر بالشيخ تقىّ الدين بن التيمية، فذكر أنّه اجتمع بهاء الدين قطلو شاه، وذكر له أنّه من عظم جكز خان، ولحية (١٢) قطلو شاه أجرود ولا شعرة بوجهه أصلا، وأنّه كان له فى ذلك العهد من العمر اثنتين وخمسين سنة، وأنّه ذكر له أنّ الله عزّ وجلّ ختم الرسالة بمحمد صلّى الله عليه وسلّم، وأنّ جكز خان جدّه كان مسلما (١٥)، وكلّ من خرج من ذرّيّته مسلمين، ومن خرج من طاعته فهو خارجىّ، وذكر أيضا اجتماعه بالملك غازان، والوزير سعد الدين، ورشيد الدولة الوزير المتطبّب، وكذلك بالشريف قطب الدين ناظر الخزانة، والكاتب صدر الدين، والنجيب الكحّال اليهودىّ، وشيخ الشيوخ نظام الدين محمود، وأصيل الدين بن النصير الطوسىّ ناظر الأوقاف، وهؤلاء كانوا أعيان دولة الملك غازان، وذكر أيضا أنّه


(١٠) البرزالى: الورالى
(١٢) ولحية: وحلية
(١٥) مسلما: مسلم