للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأى عند قطلو شاه صاحب سيس الملعون. وهو أشقر أزرق كثّ اللحية ومعه طايفة من الأرمن عليهم الذلّة والمسكنة. وكان سفر قطلو شاه ظهر يوم الثلثا الثالث والعشرين من الشهر. وكان سبب اجتماع الشيخ تقىّ الدين بهؤلاء الأسرا، وقال إنّهم يكتبون فى جميع فرامينهم بقوّة الله وبميثاق الملّة المحمّدية! وذكر أنّه اجتمع بشخص منهم فيه دين وسكون وصلاة حسنة. فسأله: ما السبب فى خروجك وقتالك المسلمين وأنت كما أرى منك؟ - فقال: أفتانا شيخنا بتخريب الشأم وأخذ أموالهم. لأنّهم لا يصلّون إلاّ بالأجرة ولا يؤذّنون (١٣) إلاّ لذلك ولا يتفقّهون إلاّ بمثل ذلك

وذكر وجيه الدين بن منجىّ وابن القطنة (١٤) أنّه هلك لكلّ منهما ماية وخمسين ألف درهم. وذكر ابن منجّى أنّ الذى حمل إلى خزانة غازان من المال ثلاثة آلاف ألف وستّ ماية ألف درهم سوى ما لحق ذلك من التراسيم والبراطيل والاستخراج لغيره من الأمراء والوزراء وغير ذلك. وأنّ الصفىّ السنجارىّ الذى كان على مستخرج، جبى لنفسه ثمانى ماية ألف درهم وحصّل لشيخ الشيوخ ستّ ماية ألف درهم. وأصيل الدين مايتى ألف درهم والأمير إسمعيل مايتى ألف درهم والوزير نحو من أربع ماية ألف درهم خارجا عن جماعة أخرى وعن البراطيل والتراسيم

وفى يوم الخميس عاد الأمير سيف الدين قبجق من توديع قطلو شاه ودخل من باب شرقىّ وخرج من باب الجابية فتحوهما بسببه. ثمّ نزل القصر الأبلق. وفى يوم الجمعة نودى فى البلد اخرجوا إلى بلادكم وضياعكم! وكان قبل ذلك نودى لا يغرّر أحد بنفسه! -فتعّجب الناس


(١٣) يؤذنون بأدنون
(١٤) ابن القطنة ابن قطينة رت