للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من ذلك. وغلت الأسعار بدمشق ووصل القمح كلّ غرارة بثلاث ماية درهم وستّين درهما، والشعير إلى ماية وخمسين، والخبز رطل بدرهمين ونصف، وما أشبه ذلك من الأصناف المأكولة

وفى تاسع عشرين الشهر دخل قبجق والجماعة الذين معه إلى البلد ونزلوا تحت مأذنة فيروز بدار بهادر رأس نوبة ودار المطروحىّ وامتلأت تلك الناحية بهم، والأمير يحيى بدار طوغان داخل باب توما. ونودى فى آخر النهار: يا أهل القرى والضياع، اخرجوا إلى أماكنكم! رسم بذلك سلطان الشأم سيف الدين قبجق. -ثمّ استهلّ شهر جمادى الآخرة أوّله الثلثا، وهم ينادون كذلك. ثمّ إنّ قبجق أمّر من جهته أمرا، منهم علاء الدين أستاداره، وولاّه البرّ عوضا عن ابن الجاكىّ، وانضاف إليه جماعة كبيرة من الجند وكثر الناس على بابه. وفتحت أبواب البلد خلا الأبواب التى بجوار القلعة. وفى يوم الجمعة الرابع منه ضربت البشاير بقلعة دمشق وقيل: وضربت (١٣) على باب قبجق أيضا. -وصلّى فى ذلك اليوم الأمير يحيى بجامع دمشق وتصدّق بشى من المال على الفقرا. وكان قبجق يقوم بوظايف (١٤) السلطنة فى ساير أحواله، وركب بالعصايب والجاويشيّة، واجتمع عليه خلق كثير من أجناد دمشق وغيرها، وكتب التواقيع لأرباب الولايات، وعاد سلطانا مستقلاّ

وفى العشر الأوسط من هذا الشهر جرت عدّة أحوال. منها أنّه أمر ثلاثة نفر وركبوا بالشرابيش

ومنها أنّه نادى فى البلد بإدارة الخمر والفاحشة بدار ابن جرادة ظاهر باب توما، وضمن ذلك كلّ يوم بألف درهم نقرة


(١٣) وضربت: مكرر فى الأصل
(١٤) بوظايف: بوضايف