للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكعبة الحرام يعمره الله كلّ سنة بالناس وهو أوّل بيت عمر للعبادة والقول الأوّل أظهر لما رويناه عن عائشة ولأنّ الكعبة تعمر بالناس فى كلّ عام مرّة والبيت المعمور يعمر كلّ يوم بالملائكة.

فصل

فى ذكر سدرة المنتهى وشجرة طوبا

(١) قال الله تعالى: {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى»} (٢)، الآية، قال الجوهرى: (٣)

السدر شجر النبق، الواحدة سدر والجمع سدرات.

واختلفوا لم سمّيت بهذا الاسم على أقوال: (٤) أحدها: لأنّها تنتهى إليها الأعمال من بنى آدم تعرج بها الملائكة الكتبة إلى السماء، ثم تقبض منها وإليها ينتهى ما يقبض من فوقها، قاله كعب الأحبار، وذكر أنّه فى التوراة كذلك، وروى العوفى عن ابن عبّاس قال: سألت كبا عن سدرة المنتهى فقال: هى سدرة فى أصل العرش إليها ينتهى علم الخلائق فيرفع منها تعرج به الملائكة إليها فتقف عندها لا يعدوها شئ، قاله الربيع بن أنس.

والثالث: لأنّ الملائكة المقرّبين ينتهى إليها فلا يتجاسروا أن يتجاوزوه من خوف الله تعالى، قاله الضحاك. والرابع: لأنّه ينتهى إليها ما يعرج من أرواح المؤمنين، حكاه سفيان.

واختلفوا فى أى سماء هى، والصحيح (٥) ما رواه أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيتها بعد السماء السابعة فقيل لى: هى سدرة المنتهى وإذا شجرة يخرج


(١) مأخوذ من مرآة الزمان ٥٢ ب، -١٣
(٢) القرآن الكريم ٥٣/ ١٤ - ١٥
(٣) الصحاح ٢/ ٦٨٠ آ
(٤) قارن الجامع لأحكام القرآن ١٧/ ٩٥
(٥) صحيح البخارى ٢/ ٢١١، بدؤ الخلق، باب ٦