ما ذكر أنّ خافان ملك التّرك ذكرت عنده قوّة بهرام جور وشجاعته، فحسده حسدا شديدا. وكان لخاقان وزيران، فذكر ذلك لأفضلهما، وسأله التّدبير في هلاك بهرام جور غيلة. فقال له الوزير: إن كتم الملك هذا عن كلّ أحد بلغت له مراده فيه. فوعده كتمانه. ثمّ لبث مدّة وسأل الوزير عمّا منعه، فماطله مدّة أخرى. فلمّا رأى الوزير أنّ خاقان غير مقلع عن مطالبته بذلك، قال له: أيّها الملك، ما لي حيلة فيما كلّفتنيه، وإنّما علّلتك بالتّسويف رجاء أن يزول من نفسك. فإذا لم يكن قد زال فاندب إليه غيري. فغضب (٢٠١) خاقان عليه، وأحضر وزيره الآخر، فأطلعه على الأمر-وكانت فيه شره-فتكفّل لخاقان بما أراد منه، وندب له فاتكا من فتّاك التّرك لا مثل له عندهم في قوّة النفس والبدن، وضمن له إن ظفر ببهرام ورجع سالما أن يقدّمه على الجيوش، وإن هلك دون ذلك أن يشرّف ولده تشريفا يبقى على الدّهر. فضمن له الفاتك ما أحبّ منه من الفتك ببهرام. وأعطاه مالا كثيرا وجهّزه.
فاستصحب ذلك الفاتك أخاه وانطلقا حتّى أتيا إلى حضرة بهرام.
فاتّجه للفاتك من الحيلة أن يظهر أنّه عبدا لأخيه، ويبيعه أخوه من بعض خدم بهرام. فلم يزل أخوه يتلطّف إلى أن أباعه من حافظ قصر الملك