بهرام، الموكّل بحراسته ليلا. فجعل ذلك الفاتك يتحبّب إلى مشتريه بنصح الخدمة واحتمال المشقّة وحفظ المال حتّى نفق عنده واختصّ به.
ثمّ إنّ الحافظ لقصر بهرام تخلّف عن الحراسة لمرض ناله، فأمر الفاتك بانتيابه عنه. وكانت خزائن سلاح بهرام العامّة الخارجة عن قصره بأزاء القصر. فألقى فيها الفاتك النار، ونيط بالحرّاس عن المبادرة إلى إطفائها، حتّى اشتدّ عملها في الخزائن، فارتفعت الضجّة. فخرج بهرام على فرس له، ولا سلاح معه. فدنا منه الفاتك ومعه خنجر قد سقي سمّا قد أخفاه، فرآه بهرام في ضوء النار، فتفرّس فيه الشرّ. فجمع نفسه على ظهر الفرس ثمّ وثب. فإذا هو على الفاتك والفاتك تحته صريعا، فضمّه ضمّة فاستسلم وأظهر الخنجر من بين أثوابه. فانتزعه منه بهرام، وجمع يديه جميعا في يده ليسرى، وانطلق به يقوده حتّى أدخله القصر. فخلّى عنه، وسأله عن أمره، فصدقه الحديث. فقال بهرام: أمّا أنت، فلك ذمّتنا على نفسك أن تكفّ عنّا ونحسن إليك، إذ كنت فيما قصدته طالبا لمرضاة ملك حرّضك على ذلك، وهو مالك عنقك. (٢٠٢) فلم يكن لك إلاّ قضاء