محويل الملك أن تبنا المعاقل على رؤوس الجبال والبنيان العالي ليتحصّنوا فيها. فعملوا سبعة معاقل، بعدد الأصنام التي لهم وعلى أسمائهم. وزبروا فيها علومهم وادّخروا أموالهم، وذلك شيء عمله الملك لنفسه خاصّة. وكبر نوح، عليه السلام، ونبّأه الله عزّ وجلّ.
ذكر نوح، عليه السلام، وقصّته مع قومه
ولمّا صار لنوح، عليه السلام، من العمر خمسين سنة، أرسله الله تعالى إلى قومه. وكان نوح، عليه السلام، دقيق البشرة، في رأسه طول، عظيم الساعدان والساقان، كثير لحم الفخذين، طويل اللحية عريضها، جسيما. (٥١) فكان أوّل نبيّ بعد إدريس، عليهما السلام؛ وهو من أولي العزم من الرسل. وفي بعض الأخبار أنّه عمّر ألف ومائتان سنة وخمسون سنة.
وكانت شريعته التوحيد والصلاة والصيام والحجّ والجهاد والأمر بالحلال والنّهي عن الحرام، ولم يفرض عليه أحكام ولا حدود ولا مواريث. وأمر أن يدعوا الناس إلى الله تعالى ويحذّرهم من عذابه ويذكّرهم آلاءه.