ووجّهوا له نفقة وكتبوا يقولون: نحن ثلثة وأنت وحدك وأنت أولى بزيارتنا. فشخص إليهم. فلما كان على مرحلة من المدينة بلغهم خبره.
فخرجوا يتلقونه فلم ير يوم كان أكثر حشدا ولا جمعا من يوم ذاك. فلما صاروا فى بعض الطريق قال لهم معبد: صيروا إلىّ. فقال ابن سريج: إن كان لك من الشرف والمروءة مثل ما لمولاتى سكينة بنت الحسين عليه السّلام عطفنا إليك. فقال: ما لى شئ من ذلك، وعدلوا إلى منزل سكينة فأذنت لهم إذنا عاما فغصّت الدار بهم وصعدوا فوق السطح، وأمرت لهم بالأطعمة فأكلوا ثم سألوا جدى أن يغنيهم صوته الذى ذكرناه فغناهم إياه بعد أن قال لهم: ابدءوا أنتم. فقالوا: ما كنا لنتقدم قبلك حتى نسمع هذا الصوت. فغناهم، وكان أحسن الناس صوتا، فازدحم الناس على السطح وكثروا حتى يسمعوا، فسقط الرواق على من تحته وسلموا جميعا وخرجوا أصحّاء، ومات حنين تحت الردم. فقالت سكينة: لقد كدّر علينا حنين سرورنا، انتظرناه مدة طويلة كأنّا كنا نسوقه إلى منيّته!
(٢٥٠) ذكر سنة ست وماية
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم أربعة أذرع وعشرة أصابع. مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وأربعة أصابع.