الماء القديم خمسة أذرع وخمسة عشر أصبعا، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وسبعة عشر أصبعا.
[ما لخص من الحوادث]
الخليفة المستنجد بالله أمير المؤمنين. وبنو سلجوق الحكام، وأمرهم فى هذه السنة راجع منهم إلى السلطان ألب رسلان السلجوقى. والعاضد صاحب مصر، والوزير شاور إلى أن قتل فى هذه السنة، على ما ذكر صاحب تاريخ سير النيل المصرى.
وذلك أن أسد الدين شير كوه كان فى قلبه من شاور دخول عظيمة، لما كان قد أسلفه من الإساءات، حسبما تقدم من ذكر ذلك. ونظر إلى ديار مصر فوجدها ليس بها مانع ولا دافع غير شاور، فاستشار صلاح الدين واتفقا على تدبير الحيلة على قتل شاور. وكان أسد الدين مبرزا على مسجد التبن، وادعى أنه مريض وشارف على الموت، وأنه يقصد الاجتماع بشاور ليتفق معه على عود العساكر إلى الشام، ويستوثق منه بالأيمان أن لا يغدر بجيوش الإسلام ويكاتب عليهم الفرنج كما فعل من قبل. فلم يثق شاور حتى نفذ حكيما يثق به لينظر صحة ما ادعاه أسد الدين. فلما أتى الحكيم خلا به صلاح الدين، وقال له: «يا حكيم! أنت تعلم أن أهل مصر عادوا فى قبضة الفرنج متى شاءوا، مادام هذا الوزير شاور. وقد رأيتم يا أهل مصر ما حل بكم من الفرنج، ونحن إن عدنا إلى الشام بعيد علينا أن نرجع إليكم، والمصلحة أن تتفق معنا على صلاح أحوال أهل بلدك.
وهذه ألف دينار استعن بها. وعهد الله وميثاقه أن تكون عندنا العزيز المكرم،