قال: فاشتد سرور الوليد بذلك وقال: يا عمر، هذه رقيتك.
ووصله وكساه وقضى حوايجه.
وعن عمرو بن عقبة، وكان يعرف بابن الماشطة قال: خرجت أنا وأصحاب لى منهم إبراهيم بن أبى الهيثم إلى العقيق، ومعنا رجل ناسك كنا نحتشم منه، وكان محموما نايما، وأحببنا أن نسمع من معنا من المغنّين، ونحن نهابه ونحتشمه. فقلت له: إنّ فينا رجلا ينشد الشعر ويحسن، ونحن نحب أن نسمعه ولكنّها نهابك. قال: فما علىّ منكم! أنا محموم نايم.
فاصنعوا ما بدا لكم. فاندفع ابن أبى الهيثم يغنّى <من الكامل>:
يأم بكر حبّك البادى ... لا تصرمينى إنّنى غاد
جدّ الرحيل وحثّنى صحبى ... وأريد إمتاعا من الزاد
وأجاده وحسّنه. قال: فوثب الناسك فجعل يرقص ويصيح: أريد إمتاعا من الزاد والله، ويكرر القول. ثم كشف عن إحليله (١٨٩)[وقال]:
أنا أنيك أمّ الحمّى! قال: يقول ابن الماشطة: أعتقت ما أملك إن ناك أمّ الحمّى أحد قبله قط.
ذكر سنة ثلث وتسعين
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم ستة أذرع وإصبعان. مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وعشرون إصبعا.
[[ما لخص من الحوادث]]
الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان، وقرّة بن شريك على مصر