القيروان أنه لما ورد على المعزّ التهاني بالفتح جلس مجلسا عاما وأنشدته الشعراء مدائح منتخبة بشائر الفتح يأتي منها شيئ في الجزء المختصّ بذكرهم إن شاء الله تعالى.
وخرجت مصر والشام والحجاز من دولة بني العبّاس.
وإلى هاهنا في هذا الجزء أثنينا عنان الكلام في التاريخ المختصّ بالخلفاء من بني العباس لنبتدئ تتمة ذلك في الجزء المختص بذكر الخلفاء العبيديين. ويكون ابتداؤنا بذكرهم في أول ذلك الجزء السادس. ولنتلو الآن هذا الكلام بذكر بقية من أغفلنا عن ذكره من شعراء صدر الإسلام وهم المسمّون <بالمحدثين الذين حدثوا عن المولودين> في الملة الإسلامية.
والمخضرمون أيضا بدولتي الأموية والعباسية. إذ تقدم القول من العبد في كلّ جزء من هذا التاريخ وما اختصّ به من شعراء زمانه (٣٣٩)،وفحول أوانه معتمدا في ذلك كلّه على من له الأمر كلّه.
فصل يتضمن ذكر المخضرمين من صدر شعراء الدولتين
الأمويّة والعباسيّة.
الرمّاح بن أبرد. له في المطرب (من الطويل):
وما أنس ما الأشياء لا أنس قولها ... وأدمعها تذرين حشو المكاحل
تمتّع بذا اليوم القصير فإنه ... رهين بأيام الفراق الأطاول