للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: وهذا الخلف الذى كان وقع بين التتار فى ذلك الوقت ممّا يعتدّ به من جملة بركات تملّك مولانا السلطان الملك الناصر عزّ نصره، وبركة أوّل حلول ركابه الشريف. وإلاّ لو كان تهيّأ لهم ذلك العزم بغير خلف وقع بينهم، كان الأمر بخلاف ما اتّفق لما كانوا عليه من الكثرة والقوّة فى ذلك الوقت

ثمّ إنّ غازان وصل إلى بغداد. فذكروا له نوّاب بغداد أنّ أهل السيب بواسط قد نهبوا التجّار القادمين من البحر وقطعوا السابلة فى البحر، فتوجّه نحوهم بالعساكر وقتلهم قتلا ذريعا ونهبهم، وأقام بأرض دقوقا حتى ثبت عنده فعل سلامش

ذكر الوقعة التى كانت بين التتار

ودخول سلامش الديار المصريّة

فلمّا ثبت عند غازان خلع سلامش طاعته وطلب الأمر لنفسه، انثنى عزمه عن طلب الشأم، وشرع فى تجهيز العساكر إلى بلاد الروم لملتقى سلامش. فجهّز فى أوّل شهر جمادى الآخرة ثلاثة مقدّمين من المغل الكبار فى عدّة خمسة وثلاثين ألف فارس، وهم سوتاى وقيل اسمه سنتاى، مقدّم عشرة آلاف، وهندوغاق مقدّم عشرة آلاف، وخمسة عشر ألف مع بولاى، وهو المقدّم على الجميع. ثمّ أمرهم بالتوجّه إلى الروم وملتقى سلامش. ورحل غازان طالبا نحو توريز، وصحبته الأمرا الإسلاميّة قبجق ورفقته. وتوجّهوا العساكر المجرّدين طالبين الروم. فنزلوا سنجار مع رأس العين وماردين. فأنزل إليهم صاحب ماردين الإقامات والعلوفات