للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالهمل، وقدّم لهم تقادم عظيمة وجهّز عسكره معهم ولم ينزل إليهم خوفا منهم لا يكون (٢) نبّه عليه قبجق ورفقته أنّه مكاتب صاحب مصر. واعتذر أنّه ضعيف عاجز عن الحركة، فقبلوا عذره بسبب ما ملأ أعينهم به من التقادم والتحف. وكان ادّخر عنده قبل وصول العسكر إليه مؤونة سنتين بماردين لأجل الحصار. فسهّل الله تعالى أنّهم تعدّوه ولم يتعرضوا له بأذيّة. ونزلوا مستهلّ رجب على آمد، وهم متوجّهون إلى الروم.

فلمّا كان يوم السبت الخامس والعشرين منه التقى الجيشان، وكان سلامش قد عصوا عليه أهل سيواس، وهم محصورين معه. فلمّا وصل عسكر قد عصوا عليه أهل سيواس، وهم محصورين معه. فلمّا وصل عسكر بولاى ورفقته إلى قربه، كان عسكر سلامش ستّين ألف فارس، فخامروا عليه وقفزوا إلى جهة بولاى عند ما وقعت العين فى العين وتخلّوا عن سلامش. وأمّا التركمان فتعلّقوا بالجبال كعادتهم. ولم يبق مع سلامش إلاّ نفر يسير من خواصّه، تقدير خمس مائة فارس، فولّى هاربا، وطلب نحو بلاد سيس ووصل إلى باهسنا سلخ رجب

ومن كان قد ورد من مصر مرسوم شريف أن يجرّد من دمشق خمسة أمرا ومن جميع العساكر خمسة عشر ألف فارس ويسيّروهم نجدة لسلامش. فلمّا كان يوم الخميس خامس شعبان ورد الخبر إلى دمشق أنّ سلامش وصل إلى باهسنا مكسورا (١٧)، فتوقّف أمر التجريدة. فلمّا كان يوم الخميس دخل سلامش بن باجوا (١٨) بن هلاوون إلى دمشق المحروسة. وكان لدخوله همّة كبيرة، وتلقّوه الأمرا بالعساكر ووصل صحبته (١٩) نايب بهاسنا وهو بدر الدين


(٢) يكون: يكن
(١٧) مكسورا: مكسور
(١٨) باجوا: باكبوا، مصحح بالهامش
(١٩) نايب: النائب