وأمّا دمشق فكان المتولى عليها منجوتكين التركى حسبما سقناه من ذكره، فلم يزل عليها إلى سنة سبع وثمانين. فوليها علىّ بن فلاح فى حديث طويل ونفد بمنجوتكين إلى الحاكم فاصطفاه وعاد فى عدته.
ثم استقرّ بدمشق سلمان بن جعفر بن فلاح.
ثم عزل ووليها جيش بن الصمصامة المقدّم ذكره ففعل فى دمشق وأهلها ما لا تفعله الفرنج، حتى كانوا الناس يجتمعون فى سائر المساجد ويدعون عليه تصريحا. فلم يزل حتى أهلكه الله بالجذام فى سنة تسعين وثلاث مئة.
ثم وليها رجل من المغاربة يقال له فحل بن تميم. فلبث شهورا ثم هلك.
ثم وليها علىّ بن فلاح الولاية الثانية. فبقى إلى سنة اثنين وتسعين وثلاث مئة.
ثم عزل ووليها رجل أسود بربرىّ يقال له طزملت بن بكّار.
وكان عبدا لابن زيرى والى القيروان. فلم يزل واليا إلى هذه السنة، وهى سنة أربع وتسعين وثلاث مئة.