فوليها خادما أتى من مصر يقال له مفلح اللحيانى. وسار طزملت يريد مصر. فتوفى بداريّا. وذلك يوم الاثنين الثانى من شهر صفر من هذه السنة.
قلت: وهذا آخر ما كان بخطّ الشيخ أبى القاسم علىّ بن محمد ابن يحيى السلمى السميساطى رحمه الله. فاستنسخته منه فى أخبار الشام.
ومهما أتى بعد ذلك فمذيّل عليه من المسوّدات. والله الموفق بكرمه.
وفى سنة خمس وتسعين ولد الظاهر ابن الحاكم كما يأتى فى تاريخه.
وفيها كانت فتنة عظيمة بين الشيعة والسنّة ببغداد. وسبب ذلك أنّ أبا حارثة الواسطى أحضر مصحفا إلى دار الخلافة وزعم أنّه مصحف ابن مسعود. فقوبل به مصحف عثمان فخالفه. فأجمع القضاة والفقهاء على حريقه. فأمر بذلك. فبادر أهل الكرخ ووقعت الفتنة بين الشيعة والسنة. وصاح الشيعة: يا حاكم يا منصور! وبلغ القادر ذلك فأرسل الخيول التى على بابه لمعونة السنّة. فنزلت الأتراك، وأحرقوا الكرخ، ونهبوا الأسواق ثم عفا عنهم وسكنت الفتنة.