ويا صروف الردى ذريه لنا ... يبقى ففى الأغنياء متّسع
وقال يهنّئ بعيد الأضحى (من الهزج):
مهنّئك وصابيكا ... بذى الأضحى يهنّيكا
ويدعو لك الله ... مجيب ما دعا فيكا
أرانى الله أعداءك ... فى مثل أضاحيكا
رجع الكلام إلى التنّين المسمّى ظنين
فلمّا فهم ظنّين هذه المعانى، التى تعيد السليم عانى، ابتهج فرحا، وماس إعجابا ومرحا، وقال: إن كنت طردت من جنان الرحمن، فقد تعوّضت هذه الجنان، فى أمان من الزمان، وإن كنت أخرجت مع الطاووس وإبليس فقد عمّرت وملكت ما لا ملكته بلقيس، إذ الدرّ فى خزائنها مخزونا، والمرجان من غرّته يكلّل به أعالى التيجان، وها هو عندى حصباء هذه الأنهار، يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار، فليلى به نهار، وجميع أوقاتى بظلال هذه الأشجار أسحار! وشمخت نفسه الرديّة، ووسوست له بالأبديّة، فتمرّد وتنمّر، وتعاظم وتكبّر، ولم يزل فى طغيانه يعمّه، وكفر تلك النعمة، إلى أن قربت الغزالة أن تذهب، وألبست رؤوس الربا كلّ تاج (٣١١) وخلعت على تلك الغدران، غلائل زعفران، فعادت كأصباغ العروس، أو كذنب الطاووس فهى فى الإشارة كقول ابن سارة (من الخفيف):
انظر النهر فى رداء عروس ... صبغته فى زعفران العشئ
ثم لما جرى النسيم عنيه ... هزّ عطفيه فى دلاص الكمئ