أما بعد غوصي في علوم الحقائق ... وطول انبساطي في مواهب خالقي
وفي حين إشرافي على ملكوته ... أرى طالبا رزقا إلى غير رازقي
وقد أدّبت نفسي بتقويض رحلها ... وأسرع في سوقي إلى الموت سائقي
وإنّي وإن خيّمت أو سرت هاربا ... من الموت في الآفاق فالموت لاحقي
ذكر سنة تسع وعشرين وثلاثمائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ثلاثة أذرع واثنا عشر إصبعا. مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وستة عشر إصبعا.
(٣٠٩) ما لخّص من الحوادث
الخليفة الراضي بأحكام الله أمير المؤمنين إلى أن توفّي في تاريخ ما يأتي. والأمير محمد الإخشيد مستقلاّ بمصر والشام. ووقع في مصر فتنة عظيمة سببها الحريق الذي عاد بمصر من جهة النصارى فإنّهم تسلّطوا وأحرقوا دورا متعينة لأكابر البلد وتواتر ذلك أشهرا، وعادت الناس من ذلك في أشدّ الأحوال، وغلت الأسعار، وكانت سنة شديدة على أهل مصر؛ وهلك من أهلها عالم عظيم! هذا والأمير محمد الإخشيد بدمشق والرسل بينه وبين ابن رائق متواردة.
وتوفّي الراضي إلى رحمة الله تعالى بمرض الاستسقاء في شهر ربيع الأول وله إحدى وثلاثون سنة وشهور رحمه الله تعالى.