ولمّا أراد الله أن يتوفّاه أمره أن يسند وصيّته إلى شيث، عليه السلام، ويعلّمه جميع العلوم التي علّمها. ففعل ذلك. وكان وفاته، عليه السلام، أنّه انصرف هو وبنوه من الفلاحة موعوكا بحمّى. ومرض إحدى وعشرين يوما، والملائكة تختلف إليه.
ويقال: إنّه اشتهى قطفا من عنب الجنّة، ووجّه بعض بنيه في طلبه، فلقيه جبريل، عليه السلام، فعزّاه وقال: ارجع، فإنّ أباك مات.
وكان سنّة يوم مات تسع مائة سنة وخمسين سنة، بعدما وهب لداود، عليه السلام، من عمره خمسين سنة.
وأتاه جبريل، عليه السلام، بكفن من الجنّة، وعلّم شيث كيف يغسله ويحنّطه. وقيل له: هذا سنّة في موتاكم، يا آدم. وحمل إلى غار الكوكب في <جبل> أبي قبيس. وكانت وفاته، عليه السلام، يوم الجمعة. ومات وولده وولد ولده أربعون ألفا.
ورفعت الخيمة الياقوت التي كانت أهبطت عليه من الجنّة، وحزنت حوّاء عليه حزنا شديدا، وتوفت بعده بسنة واحدة، وصلّى عليها شيث، عليه السلام، ودفنت إلى جانبه صلى الله عليه وسلّم.
[ذكر قابيل بن آدم وما كان من أمره بعد أن قتل أخاه هابيل]
كان قابيل أوّل ولده، وهو أوّل من عصى على وجه الأرض وقتل