وكان أبو علىّ الاصفهسلار، قد زاد تبسطه ومكره حتى إنّه كان يسمّى الرضىّ والى بخارى. وكان يخاطب مرّة بسيّد الأمراء المؤيّد من السماء، ومرّة يخاطب بصاحب العالم، ومرّة بوالى الدنيا، ومرّة بأمير جهان، ومعناه أمير الدنيا. فلما رأى الرضىّ ما قد صار إليه أبى على استنجد بسبكتكين الغازى أبى منصور. وكان قد تغلّب على غزنة وبست والرخّج. واجتمع معه، والتقوا مع أبى علىّ فى شهر رمضان سنة أربع وثمانين وثلاث مئة فانهزم منهما، وأخذ جميع عسكره.
ولقب الرضىّ سبكتكين ناصر الدولة، وابنه محمود سيف الدولة.
ثم كانت بين أبى علىّ وبين السبكتكين (ص ١٢٠) حروب يطول شرحها. وآخر الأمر أنّه قبض على أبى علىّ وسلّم لسبكتكين فكان آخر العهد به.
توفى الرضىّ فى رجب سنة سبع وثمانين وثلاث مئة.
وكانت مدّة مملكته إحدى وعشرين سنة وتسعة أشهر.
أبو الحارث منصور بن الرضىّ
وقام أبو الحارث منصور بن الرضىّ نوح. ولّى بعد أبيه بعهده إليه. وكان سبكتكين قد توفى، وقام بالأمر ابنه إسماعيل. وسار من غزنة طالبا للاصفهسلاريّة على ما كان عليه أبيه، وكان قد وليها