وفى شهر جمادى الآخر برزت المراسم الشريفة بعمارة الميدان الذى تحت القلعة المصريّة
وفى أوّل شهر صفر وردت الأخبار بتحريك التتار، وأنّ قراسنقر والأفرم قويّا عزم خدابنداه على الدخول إلى الشأم، وضمنا له أخذها له.
فلمّا كان فى شهر رجب قويت الأخبار، ورسم مولانا السلطان عزّ نصره باستخدام البطّالين من الجند، وأقطعهم ساحل الغلّة
وفى عاشر شعبان استحضر مولانا السلطان رسول الأشكرى بالإيوان الجديد. وقدّموا تقادمهم على رءوس الحمّالين، وعدّتهم اثنين وأربعين حمّالا، ما بين جوخ وسنجاب وبرطاسى وغيره، وخمسة شواهين وصقر واحد
ذكر توجّه الركاب الشريف عزّ نصره
إلى الشأم المحروس بنيّة الغزاة
وذلك لمّا صحّت الأخبار بتوجّه التتار إلى نحو الديار، برزت المراسم الشريفة بأن ينفق فى الجيوش المنصورة، فنفقت فيهم الأموال، وذلك أوّل شهر رمضان المعظّم. فلمّا كان ثانى شهر شوّال خرج الركاب الشريف السلطانىّ من القلعة المحروسة. وكان فى طول هذه المدّة- والعرض واقع تحت القلعة-فى كلّ نهار تعرض ألفى فارس، وكان عرض عظيم ما شهد الناس مثله، لما أظهرت الموالى الأمرا (١٧) من القوّة والسلاح والعدد والخيول، حتى ذهلت عقول العالم. وكان ذلك بمرأى من عيون العدوّ المخذول وجواسيسه، والأخبار ترد على خدابنداه بجميع ذلك.