عبد الله بن صالح خبره فركب إلى محمد بن طاهر ليعلمه فقال له الحاجب: هو نائم! فقال: قد جاء من يوقظه! ثم رجع وعلم أنّ محمدا لا طاقة له بيعقوب فاحتمل أمواله وأهله وسار إلى طبرستان واستجار بصاحبها الحسن بن زيد الداعي إلى الحقّ (٢٢٥) فأجاره. ووصل يعقوب نيسابور فبعث إليه محمد بن طاهر وقال له: إن كان معك عهد من أمير المؤمنين فأبرزه وتسلّم البلاد! فأخرج سيفا مسلولا من تحت مطرحه وقال: هذا عهدي! فعلم محمد بن طاهر أنه لا طاقة له به فخرج إليه ليتلقّاه فأمر به يعقوب فثقف. واستعمل يعقوب على نيسابور عزيز بن السريّ، ورجع إلى سجستان وأقام إلى أول سنة ستين ومائتين.
ذكر سنة ستين ومائتين
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم أربعة أذرع وأربعة أصابع ونصف. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وأحد عشر إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة المعتمد على الله أمير المؤمنين. وأحمد بن طولون على مصر متغلّبا.
وفيها توجّه يعقوب الصفّار إلى طبرستان طالبا عبد الله بن صالح. فلمّا قرب بعث إلى الداعيّ وقال: إني لم آت قاصدا لحربك ولكن لطلب ثأري من عبد الله فإن سلّمته إليّ رجعت، وإن أبيت حاربتك! فأبى الداعي تسليمه، وصافّ يعقوب فهزمه ودخل الداعي منهزما إلى بلاد الديلم. وهرب عبد الله بن