فيها توجّه سيف الدين ألطنبغا السلاّرىّ أحد مقدّمى الحلقة المنصورة إلى الحجاز الشريف على الهجن، بسبب الصلح بين الأخوين الأمرا رميثة وعطيفة ملاّك مكّة، شرّفها الله تعالى. وكان قبل ذلك قد حضر الأمير عطيفة مستجيرا بالأبواب الشريفة من أخيه رميثة. فرسم المقام الشريف بتوجّه ألطنبغا المذكور بالإنكار على رميثة. فلحقوه بحلالى يعقوب، وأعادوه إلى مكّة. ودخل تحت الطاعة الشريفة السلطانيّة، وحلف على الكعبة الشريفة أربعين يمينا أنّه طايع ممثّل (٨) جميع ما يرسم له به. وعاد ألطنبغا بنسخ الأيمان. ثمّ بعد ذلك توجّه السيّد الشريف عطيفة إلى الحجاز الشريف صحبة الركب المبارك، وبعد توجّه المحمل بعشرة أيّام.
وكان قد توجّه ركب آخر من الديار المصريّة فى شهر رجب. وأدركوا صوم شهر رمضان بمكّة بمشاهدة الكعبة الشريفة. ووردت بعد ذلك كتبهم أنّهم فى أطيب عيش وأهناه، هنّاهم الله تعالى ورزقنا ما رزقهم، بمحمد وآل محمد
وفيها حضر الأمير سيف <الدين> تنكز نايب الشأم، بسط الله <ظلّه> إلى الأبواب الشريفة، بنيّة الزيارة ومشاهدة سيّد الملوك، وملجأ كل غنىّ وصعلوك، وحصل له من الإقبال والإنعام أضعاف ما جرت به عادته فى السنين المتقدّمة. ثمّ إنّه شفع فى ابن هلال الدولة، فأجيب إلى ذلك، وأفرج عنه فى شهر رجب، ورسم له أن يلزم بيته
وكان قبل ذلك قد أفرج عن خالد المقدّم وأخلع عليه، وأعيد إلى تقدمة الولاية بالقاهرة المحروسة