السنة، وله يومئذ <ستّ و> ثلاثون سنة وأشهرا. كان الغالب عليه محمد بن عبد الملك الزيّات المقدّم ذكره. واستسنّ للمصادرين تنورا من حديد بمسامير ذات أصماخ بارزة إلى داخله يجعل فيه الرجل المصادر وربّما أمر أن يحمى عليه بالنار من خارجه فما يمكث الرجل أن يهلك! وبه قتل في خلافة المتوكّل.
وكان بينه وبين القاضي أحمد بن أبي دؤاد هنات ومباينة؛ ومنها ما يأتي بعد ذكر السنة إن شاء الله تعالى.
ذكر سنة ثمان وعشرين ومائتين
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ذراعان وعشرة أصابع. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وستة أصابع.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة هارون الواثق بالله بن المعتصم بالله بن هارون الرشيد. وولّى على الحرب بمصر علي بن يحيى الأرمنيّ. والوليد بن يحيى خراج أسفل (١٨٨) الأرض، وموسى بن خالد خراج الصعيد بأعلى الأرض. والقاضي محمد بن أبي الليث مستمرّ على قضائه.
كان الواثق في كثير من أموره يذهب مذاهب المأمون، وشغل نفسه بمحنة الناس في الدين فأفسد قلوبهم، وكان يعاقب من امتنع من القول بخلق القرآن العظيم.