قال الشريف أبو الحسين محمد بن علىّ المعروف بأخى محسن رحمه الله تعالى:
نبتدئ الآن بذكر خبر هؤلآء القوم الذين استولوا وتغلّبوا على المغرب، أعنى عبيد الله بن الحسين وأولاده من بعده، ونذكر مواضعهم، وكيف كان أمرهم إلى آخر ما يقف بنا الكلام.
فأقول: إن هؤلآء القوم من ولد ديصان الثنوى الذى تنسب إليه الثنويّة. وهو مذهب يعتقدون فيه خالقين اثنين: أحدهما يخلق النّور والآخر يخلق الظلمة. تعالى الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شئ قدير.
فولد ديصان الملعون ولدا يقال له ميمون القدّاح، وإليه تنسب الميمونيّة. وكان له مذهب فى الغلوّ.
ثم ولد لميمون ولدا يقال له عبد الله. وكان أخبث من أبيه وأمكر، وأعلم بالحيل. فعمل أبوابا عظيمة من المكر والخديعة على بطلان الإسلام.
وكان عارفا بجميع الشرائع والملل والسنن، وجميع علوم المذاهب كلّها، فرتّب