هو أبو عبد الله محمد؛ وقيل الزبير بن جعفر المتوكّل بن محمد المعتصم. أمّه أمّ ولد تسمّى قبيحة. وهذا الاسم جعل على الضدّ كما يقال للقار بياض وللغراب الأعور والمثل يضرب بشدّة بصره. وكان على خاتمها منقوش: أنا قبيحة واقلب. بويع له ببغداد لأربع خلون من المحرّم من هذه السنة، وله يومئذ تسع عشرة سنة (٢١٢) وأشهر، كان أخوه المؤيّد محبوسا فأخرجه وخلع عليه ثم وشي به عنده أنه يطلب لنفسه فأحضره وضربه أربعين مقرعة وحبسه بعد أن أشهد على نفسه بالخلع. ثم بلغه أنّ جماعة من الأتراك أجمعوا على إخراجه من حبسه فأخرجه يوم الخميس لثمان بقين من رجب من هذه السنة ميتا، وأحضر القضاة والفقهاء حتّى رأوه لا أثر فيه. ويقال إنه درج في لحاف سمور وشدّ طرفاه حتّى مات. وكان الغالب على أمره صالح بن وصيف.
وفيها ولّى صالح بن وصيف عبد العزيز بن أبي دلف العجلي الجبال