وكان لمّا أسر العبّاس بن عمرو أخذ من عسكره خادما فاستخصّه لنفسه وجعله على طعامه وشرابه. فمكث لذلك مدّة طويلة لا يرى أبا سعيد فيها يصلّى صلاة واحدة، ولا يصوم شهر رمضان ولا فى غيره يوما واحدا، ولا يذكر الله عزّ وجلّ، ولا يعرف شريعة، ولا يرجع إلى دين من سائر الأديان. فأضمر فى نفسه قتله. فدخل معه الحمّام، وقد كان الحمّام فى داره، وأخذ معه خنجرا ماضيا. وكان الحمّام خاليا. فلما تمكّن منه ذبحه. ثم خرج فقال: يدعى فلان، لبعض بنى سنتر. فقال: ادخل. فدخل. فقبض عليه وذبحه. ولم يزل يدعو واحدا بعد واحد وهو يفعل بهم ذلك من رؤساء الوجوه إلى أن دخل بعضهم، فنظر عند دخوله إلى الدماء تسيل سيلا، فكرّ راجعا وضجّ فى الناس. وعمد الخادم فأغلق الباب. فلم يزل حتى أخذوه، ووجدوا تلك الجماعة مذبّحين.
وذلك فى سنة إحدى وثلاث مئة ونحوها.
وخلف من الأولاد: أبا القاسم سعيدا، وأبا طاهر سليمانا،