الخليفة المكتفي بالله أمير المؤمنين. ودخل ابن الخليج الفسطاط في شهر صفر من هذه السنة فأقام بها صفر وربيعين ثم بلغه مسير عيسى النوشريّ ودميانة في المراكب، ونزل فاتك النويرة من عمل صعيد مصر وصحبته بدر الحمّاميّ فقصدهم ابن الخليج وسار ليلا ليكبس على فاتك (٢٦٥) فضلّ في الطريق لما يريده الله عزّ وجلّ، وأصبح صبحهم دون النويرة، ونذر بهم فاتك فبدرهم وانكسر ابن الخليج وانهزمت أصحابه، وثبت هو بنفسه في جمع يسير ثم كثر عليه أصحاب فاتك فانهزم حتى دخل الفسطاط فاستتر عند شخص يقال له ثويل. ودخل دميانة في مراكبه الفسطاط ودخل عيسى النوشريّ على ما كان عليه. ووشي بابن الخليج فهجم عليه وأخذ وقتل. وكانت ولايته سبعة أشهر وعشرة أيام. ثم دخل فاتك الفسطاط، وخرج إلى العراق في أول سنة خمس وتسعين ومائتين. والنوشريّ متوليا على مصر من قبل الخلافة.
<وقيل إنّ ابن الخليج حمل إلى العراق. وأبو زنبور على الخراج. وفيها ولي أبو عبيد علي بن حربويه القضاء بمصر من قبل المكتفي بالله.>