خرج رجل زطّىّ من السواد يعرف بأبى حاتم الزطى فقصد أصحاب الثورانى خاصة. وكان الثورانى داعيا كما تقدم، وأصحابه يعرفون بالثورانية.
فلما ظهر هذا المعروف فيهم بأبى حاتم حرّم عليهم الثوم والكرّاث والبصل والفجل، وحرّم عليهم إراقة الدم من جميع الحيوان، وأمرهم أن يتمسّكوا بما هم عليه من مذهب الثورانى، وأمرهم بأشياء لا يقبلها إلاّ الأحمق السخيف من ترك الشرائع. وهؤلاء طائفة من القرامطة يعرفون بالبقليّة. وأقام أيضا هذا الملعون المعروف بأبى حاتم نحوا من سنة، ثم زال. ثم اختلفوا بعده. وكانوا أهل قرى بسواد (ص ٦٣) الكوفة، فقالت طائفة منهم: زكرويه بن مهرويه حىّ، وإنما شبه على الناس الذى قتل. وقالت طائفة منهم: الحجة لله محمد بن إسماعيل ابن جعفر حىّ. ثم خرج رجل من بنى عجل قرمطى يقال له محمد ابن قطبة فاجتمع له نحو من مئة رجل. فمضى بهم إلى نحو الحامدة من واسط فنهب وأفسد، فخرج إليهم أمير الناحية فقتلهم وأسرهم.