ودفعه إلى أبى مسلم الخولانى، فلمّا وصل إلى علىّ كرّم الله وجهه جمع الناس فى المسجد، وقرأه عليهم.
[وكتب جوابه]
بسم الله الرّحمن الرّحيم، من أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب، إلى معاوية ابن أبى سفيان، أمّا بعد: فإنّ أخا خولان قدم بكتاب منك تذكر فيه محمّدا صلّى الله عليه وسلم وما أكرمه الله عزّ وجلّ به من الهدى والوحى، فالحمد لله الّذى صدقه الوعد، ومكّن له فى البلاد، وأظهره على الدين كلّه، ولو كره المشركون، وقمع به أهل العداوة والشنآن من قومه، الذين شنفوا له، وكذّبوه، وظاهروا عليه، وعلى إخراج أصحابه، وقلبوا له الأمور، حتى ظهر أمر الله وهم كارهون، فكان أشدّ عليه الأدنى فالأدنى من قومه، إلاّ من عصمه الله تعالى.
وذكرت أنّ الله جلّ ثناؤه، وتباركت أسماؤه اختار له من المؤمنين أعوانا أيّده بهم، فكانوا فى منازلهم عنده على قدر فضائلهم فى الإسلام، فكان أفضلهم خليفته، ثم خليفته من بعده، ولعمرى إنّ مكانهما من الإسلام لعظيم، (٢٨١) وإنّ المصاب بهما لرزء جليل، وذكرت ابن عفّان كان فى الفضل ثالثا، فإن يكن عثمان محسنا، فسيلقى ربّا شكورا، يضاعف له الحسنات، ويجزى بها، وإن كان مسيئا فسيلقى ربّا غفورا، لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، وإنّى لأرجو، إذا أعطى الله المؤمنين على قدر أعمالهم أن يكون قسمنا أوفر قسم أهل بيت من المسلمين.
وإنّ الله سبحانه بعث محمّدا صلّى الله عليه وسلم فدعا للإيمان بالله، والتوحيد له، فكنّا