وفيها خرج الأمير جمال الدين آقوش الأفرم نايب الشأم المحروس من دمشق المحروسة وتوجّه إلى جبل الكسروان، وتوجّه معه زردخاناه وحجّارين ونقّابين، وصحبته من الرجّالة ما يزيد عن خمسين ألف راجل، ولم يزل يحصرهم ويبيدهم حتى أخلى منهم، وأراح الله تعالى من فسادهم العباد
[ذكر ما كان بين عسكر حلب وأهل سيس]
لمّا كان فى شهر المحرّم أوّل هذه السنة دخل عسكر حلب إلى بلاد سيس غيارة عليهم. وكان المقدّم على الجيش الأمير سيف الدين قشتمر المنصورىّ المعروف بمملوك قراسنقر. وكان ابن قطلو شاه مقدّم التتار فى جماعة من المغل بأطراف الروم فى ثلاثة آلاف فارس. وكانوا قد تبعوا والدة الأمير سيف الدين سلاّر وإخوته. فلم يدركوهم فسيّر إليهم صاحب سيس يستنجد بهم. فلمّا حضروا إليه نفق فيهم وأعطى كلّ نفر سبع ماية درهم سلطانيّة. وكان عنده أيضا جماعة كبيرة متجمّعة من مرنده (١٣) وإفرنج وأرمن. فكان جمعهم تقدير ستّة آلاف فارس. وكانوا المسلمين فى نحو من عشرة آلاف فارس. فلمّا كان ليلة أوّل رأس هذه السنة بلغهم أنّ العدوّ طالبهم فى جمع كثير. فقال ابن جاجا لقشتمر: المصلحة أن نرحل بهذه الغنايم التى قد حصلت ونخرج قبل أن يدركنا العدوّ فى بلاده