للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر سنة إحدى وثمانين ومائتين

النيل المبارك في هذه السنة

الماء القديم خمسة أذرع فقط. مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وعشرون إصبعا.

ما لخّص من الحوادث

الخليفة المعتضد بالله أمير المؤمنين. وأبو الجيش خمارويه بمصر؛ وعمّاله بحالهم.

فيها تزوّج المعتضد قطر الندى بنت خمارويه بن أحمد بن طولون وأصدقها ألف ألف درهم، وأنفذ الحسين بن عبد الله الجوهري المعروف بابن الجصّاص فحملها إليه في هذه السنة فلم يعجب بشيئ كإعجابه بها (٢٤٥) لما وصلت إليه من الجمال البارع والأدب الكامل. فمن ذلك أنّ المعتضد لكثرة إعجابه به قدّمها على سائر حظاياه وكان يخلو بها وحده. فبينا هو ذات يوم معها في خلوة جعل رأسه في حجرها على فخذها وغرق في نومه فوضعت رأسه على وسادة وجلست بالقرب منه فلمّا استيقظ عظم عليه ذلك فصاح بها فكلّمته عن قرب منه! فقال: كيف أسلّمك مهجتي ورأسي فتضعيه على الوساد!؟ فقالت:

ليس أنا ممن يجهل ما خوّلني به أمير المؤمنين من عظيم المنزلة ولكني فيما أدّبني به أبي أن قال لي: لا تجلسي مع نيام ولا تنامي مع جلوس! قال؛ فعظمت في عينه وازدادت عنده منزلة.