كهيئة كورة الفلك، ونقش عليها صور الكواكب الثابتة ودهنها بالدهن الصينيّ وركّبها على منار في وسط منف. وصنع في هيكل أبيه روحانيّ زحل من ذهب أسود مدبّر. وعمل في وقته الميزان الذي يعتبر الناس قيّما، وكفّتاه من ذهب وعلاّقتاه من فضّة، وكان معلّقا في هيكل الشمس.
وكتب على إحدى كفّتيه: حقّ، واالغرى: باطل. وتحته فصوص قد نقش عليها اسم كلّ شيء <من الكواكب>. فيدخل الظالم والمظلوم، ويأخذ كلّ أحد منهما فصّا من تلك الفصوص، ويسمّي عليه ما يريد، ويجعلا <ن> في كفّتي الميزان، فتثقل كفّة الظالم وتخفّ كفّة المظلوم.
وكذلك من أراد سفرا أو فصامرا فيأتي ويجعل خيرته ويذكرها على فصّين ويضعها في كفّتي ذلك الميزان، فيظهر له خيرته في ما يرومه. ولم يزل هذا الميزان بمصر إلى أيّام بخت نصر، فاقتلعه وحمله إلى بابل وجعله في بيت من بيوت الميزان.
<ذكر ظلما بن فرمس>
ثمّ إنّ هذا الملك مات ولم يعقّب، واستخلف على الناس رجلا من أهل المملكة يقال له: ظلما بن فرمس. وكان شجاعا كاهنا حكيما داهية متصرّفا في كلّ فنّ. وكانت نفسه تنازعه الملك في حال تملك اقسامين، فلمّا مات اقسامين أوصا له بذلك. (١٣٩) وهذا هو فرعون موسى، عليه