للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم ان السلطان اقام على الحصن، ورتب جميع ما يحتاج اليه، وجرّد عليه جماعه من العسكر لاجل عمارته. وتوجه الى دمشق، فدخلها يوم الاثنين ثالث جمادى الاولى.

وهدا حصن المرقب من الحصون المشهوره بالمنعه والتحصين، ولم يفتحه السلطان الشهيد صلاح الدين بن ايوب، ولا السلطان الشهيد الملك الظاهر، بل ادخره الله ان يكون فى صحيفه مولانا السلطان الشهيد الملك المنصور. وكان منه ضرر كبير على المسلمين. وحصل فى هده السنه المباركه الاستيلا عليه وعلى جميع اعماله، مثل بلنياس ومرقيّه وغيرهما.

وهده مرقيه بلده صغيره على البحر قريب (٩) من الحصن. وكان صاحبها قد بنا فى البحر برجا عظيما لا يرام ولا تصله حجاره منجنيق ولا سهام. واتفق حضور رسل صاحب طرابلس يطلبون مراحم السلطان ويتضرعون الى عفوه ويقصدون رضاه بما شا. فرسم لهم بخراب هدا البرج، واحضار من كان اسروه (١٢) من الجبليه.

ففعل صاحب طرابلس دلك لمرضاه السلطان، وخوفا من السطوات الشريفه السلطانيه المنصوريه.

(٢٤١) دكر المولد الشريف السلطانى الملكى الناصرى عزّ نصره

بشاير النصر لاوحد ملوك العصر:

[البشارة] الأوله (١٦)

حدثنا الشيخ الصالح العارف القدوه شعبان الهروى المقيم كان بالجامع الاموى بباب الكلاسه بدمشق المحروسه فى سنه ثلث عشره وسبع مايه يوم الجمعه


(٩) قريب: قريبة--بنا: بنى
(١٢) من كان اسروه: فى الجزرى «من كان اسر» --الجبليه: كذا فى الأصل؛ فى الجزرى ق ٣٣ ب «الجبيليين»
(١٦) الاوله: الأولى