للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنابك جيادنا جباله، وافترشت فوارسنا أسده وأشباله. وملكنا أقطاره ملك استحقاق، وأدار (٢) عليه بانتظامه فى ثغور الإسلام من صدق نطاق. وبعد أن كان يخشى ويرهب، أصبح بحلول الإيمان يرصا (٣) ويطلب.

فليأخذ من هذه البشرى حظه، ويتلوا (٤) سور آياتها على المنابر، ليعلم خبرها كل باد وحاضر، والله الموفق بمنّه وكرمه».

وكان النايب بالديار المصريه الامير علم الدين سنجر الشجاعى. فلما فتح المرقب كتب اليه القاضى المرحوم فتح الدين بن عبد الظاهر فى جمله مكاتبه يقول <من البسيط>:

أصدرتها والعوالى فى الطلى تردوا (٩) ... فى موقف فيه ينسا الوالد الولد

(٢٤٠) وما نسيتك والأرواح سايلة ... على السيوف ونار الحرب تتقّد

ثم كتب اليه اخره بعد هدا التصدير يقول <من الكامل>:

ولقد ذكرتك والحياة كريهة ... والموت يرقب تحت حصن المرقب

والبيض من خلل السهام كأنها ... برق تألّق فى غمام صيّب

والحصن من شفق الدروع كأنّه ... عذراء ترفل فى رداء مذهب

ساما (١٥) ... السماء، فمن تطاول نحوه

للسمع مسترقا رماه بكوكبى

والموت يلعب بالنفوس، وخاطرى ... يلهوا (١٦) بذكر حديثك المستعذب


(٢) وأدار: فى الجزرى ق ٣٣ ب «ودار» --صدق: فى الجزرى «حدق»
(٣) يرصا: يرصى، فى الجزرى «يرجى»
(٤) ويتلوا: ويتلو--سور آياتها: كذا فى الأصل، فى الجزرى «آيات سورها»
(٩) تردوا: ترد--ينسا: ينسى
(١٥) ساما: سامى--بكوكبى: بكوكب
(١٦) يلهوا: يلهو