الخلفاء العباسيّين، ومن استقلّ بها من الخلفاء الفاطميّين، ومن تلاهم من الملوك الأيوبيّة، واستبدّ بها بعدهم من الملوك التركيّة، إلى آخر سنة خمس وثلاثين وسبعميّة، المخصوصة بالدولة الشريفة الناصريّة، أدام الله أيّام مورد سلطانها إلى آخر الأبد، وعمّره كعمري لبيد ولبد، بمحمّد وآل محمّد، وذاك آخر الجزء التاسع من هذا التاريخ المبارك، المسمّى ذاك الجزء بالدرّ الفاخر، في أخبار سيرة الملك الناصر، فتح الله له فتحا مبينا، وجعل له من الملائكة حافظا وحارسا ومعينا.
ذكر انقضاء مدّة العالم وابتدائه
واختلاف العلماء في ذلك
قال الشيخ جمال الدين ابن الجوزيّ، رحمه الله: اختلف العلماء في ذاك على أقوال، أحدها: أنّ عمر الدنيا من هبوط آدم، عليه السلام، إلى الهجرة سبعة آلاف سنة، رواه سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال: هي جمعة من جمع الآخرة، قد مضى منها ستّة آلاف سنة وبقي ألف سنة.