للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التوّاب ويفوز التائب بالأجر والثّواب، فالحمد لله على هدايته، التي من اهتدى بها لا يقال عنه: هذا يته.

ثمّ لمّا مضى الكلام بخلق الكائنات، وأتبعنا ذلك بذكر العناصر الفانيات، ومن كان في الأرض من الأمم والمخلوقات، الذي حكم عليهم بذلك القهّار القائل: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} ثمّ يردّ على نفسه {لِلّهِ الْااحِدِ الْقَهّارِ}.

ثمّ استفتحنا هذا الجزء الثاني، بكلام يلهي شامله عن المثالث والمثاني، وقدّمنا القول بذكر انقضاء مدّة العالم وابتدائه، واختلاف العلماء في البداية، إلى مدّة هذه النّهاية، التي انتهينا إليها في هذا العصر، واختلاف أقوالهم عن جملة الحصر. ثمّ أتبعنا ذلك بذكر مقامة، لابن الجوزيّ خصّه الله بدار المقامة، وجعل فيها مقامه، لتكون مفتاحا للكلام، وتوطئة لذكر خلق آدم عليه السلام، ومن تلاه من الأنبياء والمرسلين، صلوات الله عليهم أجمعين، وما في ضمن ذلك من ذكر الأمم الخالية، والرّمم البالية، وسمّينا هذا الجزء بالدّرّة اليتيمة، في أخبار الأمم القديمة، يتلو الدّرّة العليا، في أخبار بدء الدّنيا.

(٤) وخصّصنا هذا الجزء بذكر مصر وأخبارها، وملوكها وكهّانها، وأممها وسكّانها، وأخبارها وآثارها، وكنوزها ورموزها، وعمارها ونواحيها وأقطارها. واعتنينا بذلك كلّ العناية، وأسّسنا لذلك أساسا حسنت عليه البناية، وتتّبعنا سائر من ملكها، من أوّل زمان إلى هذا الأوان، من ملوك الأعيان، العظيمين الشان، أرباب الدول والحول والأعوان، والنوّاب عن