فيها عقد المأمون عقد ابنته على عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق رضوان الله عليهم. وكان المأمون قدّم عليا عليه السلام على أبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم. قال القاضي يحيى بن أكثم: لمّا أراد المأمون أن يزوّج ابنته من علي الرضا عقد المجلس وقال: يا يحيى! تكلّم! فأجللت أن أقول أنكحت! فقلت: يا أمير المؤمنين! أنت الحاكم الأكبر والإمام الأعظم، وأنت أولى بالكلام! ففهم عنّي ما أضمرته فقال: الحمد لله الذي تصاغرت الأمور لمشيئته، ولا إله إلاّ الله إقرارا بربوبيّته، وصلّى الله على محمد ذكره وآله وعترته. أمّا بعد! فإنّ الله جعل النكاح دينا، ورضيه حكما، وأنزله وحيا ليكون سببا للمناسبة. ألا وإني قد زوّجت ابنة عبد الله المأمون من علي بن موسى وأمهرتها أربع مائة درهم اقتداء بسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وانتهاء إلى ما جرى عليه السلف الصالح. والحمد لله ربّ العالمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وفيها نزع الناس لبس السواد وعاد إلى الخضرة، وعقد الأمر لعليّ بن موسى <من بعده> فاختشت بنو العبّاس من انتقال الأمر عنهم إلى العلويين فاغتنموا غيبة المأمون، وتوجّهه إلى غزو الروم، وأتوا إلى منصور بن المهدي ليبايعوه ولقّبوه المرتضى، وسلّم عليه بالخلافة، ونقش اسمه على الدينار والدرهم؛ ثم خلعوا المأمون! فضعف منصور عن ذلك واستقالهم فعمدوا إلى إبراهيم بن المهدي فبايعوه.
[ذكر بيعة إبراهيم بن المهدي ولمع من أخباره]
(١٥١) أبو إسحاق إبراهيم بن المهدي بن المنصور. وباقي نسبه معلوم.