للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما وقف كل منهم على كتابه اخفاه من صاحبه. ووقع الخلف بينهم، وقوى عليهم السلطان الحصار وشدده. فألجأهم دلك أن سيروا الى السلطان، وقرروا معه تسليم الحصن على ان لا يقتل من فيه. فتسلم الحصن تاسع وعشرين شهر رجب، وكان قد ملك الباشوره بالسيف، فاصطنع (٤) الكمندور. وكان عده من بالحصن اربع مايه وثمانون (٥) مقاتل، فركبهم الجمال الى صور، وبعث معهم من يحتفظ بهم، ثم رحل عنها، وسير الاثقال الى دمشق.

وسار الى طرابلس، فشن عليها الغاره، واخرب قراها، وقطع اشجارها، وغور ميايها (٨) وانهارها. ثم رحل الى حصن الاكراد، ونزل عليه. فحضر اليه رسول من جهه صاحبها بالاقامه والضيافه. فردها عليه، وطلب منه اديه (٩) رجل من الاجناد كان قد بلغه انهم قتلوه من قبل دلك الوقت، فارسلوا اليه ما احب واختار.

ثم رحل الى حمص، ثم الى حماه، ثم الى فاميه، ثم امر الجيوش ان تلبس، وركب من الليل، فاصبح على انطاكيه.

[ذكر انطاكيه وفتحها ومبتدا امرها]

كان نزول السلطان عليها مستهل شهر رمضان المعظم من هده السنه، فخرجوا (١٤) اهلها يطلبون منه الامان، وشرطوا شروطا ما قبلها السلطان، فردهم خايبين.

وزحف عليها، فملكها يوم السبت رابع عشر رمضان المعظم. ورتب على ابوابها جماعه من الامرا لأجل الحرافيش. فمن خرج منهم بشئ أخد منه. فجمع من دلك ما امكن جمعه، ثم فرقه على الامرا والمقدمين والاجناد، كل منهم على قدره.

وحصر عده من قتل بها، فكانوا نيف (١٩) واربعين الفا. (١١٤) واخرج جماعه


(٤) فاصطنع: فى الأصل «فاضطنع فاصطنع»
(٥) وثمانون: وثمانين--مقاتل: مقاتلا
(٨) ميايها: مياهها
(٩) اديه: دية
(١٤) فخرجوا: فخرج
(١٩) نيف: نيفا