للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من المسلمين كانوا أسرا بها من اهل الشام وحلب وغيرها. وكان صاحبها الابرنس قد اعتمد فى حق المسلمين من اهل حلب والشام، عند استيلا التتار على البلاد، كل فعل مدموم وامر قبيح من القتل والأسر والسبى والنهب، فانتقم الله عزّ وجلّ منه.

ثم وقيل انه لو حلف الحالف ان ما سلم من اهل مدينه انطاكيه مخبر من رجالهم لما حنث فى يمينه. وكان فيها مايه الف او يزيدون، وقيل مايه الف وثمانيه الاف، ودلك حسبما دكره نواب التتار، وهو الشحنة الدى كان من جهه التتار.

واستخرج منهم عن كل راس دينار. هدا غير ما دخل اليها عند هجوم العساكر من اهل القرى والضياع.

ثم ان القلعه مسكت بعد المدينه يوم واحد (٩). وطلبوا الامان، وكان اجتمع فيها ثمانيه الاف نفر رجال مقاتله خارجا عن الحريم والاولاد، فتحاشروا ومات منهم خلق كثير. وعدم عندهم القوت، فسيروا بكره يوم الاحد ثانى يوم الفتح يطلبون الامان من القتل خاصه، وينزلون اسارا (١٢)، فانعم لهم بدلك. فخرجوا الى ظاهرها وعليهم احسن الملبوس كانهم زهر الرياض، وضجوا ضجه واحده، وسجدوا باجمعهم، وقالوا:

«ارحمنا يرحمك الله». فرقّ [الملك الظاهر] لهم، وحنا عليهم، وعفا عنهم من القتل، وامر ان يرفع عنهم السيف.

ثم انه فتح بغراس؛ ودلك ان اهلها نفدوا يسألوا (١٦) تسليمها منهم، فنفد اليهم الامير شمس الدين اقسنقر الفارقانى، فتسلمها فى ثالث عشر رمضان. وتسلم ايضا دير كوش فى تاسع رمضان، وصالح اهل القصير على مناصفه القلاع المجاوره له. ثم عاد الى دمشق، فدخلها سابع عشرين شهر رمضان من هده السنه.


(٩) يوم واحد: يوما واحدا
(١٢) سارا: أسارى
(١٦) يسألوا: يسألون