للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رضى الله عنه: (٨٢) قد ذكر الله تعالى التأريخ فى كتابه العزيز، فقال:

{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَااقِيتُ لِلنّاسِ وَالْحَجِّ»} (١)، قال ابن الجوزى رحمه الله:

حدّثنا عبد الوهّاب المقرئ بإسناده إلى محمّد بن هارون عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عبّاس، قال: سأل معاذ بن جبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوى ويستدير ثم لا يزال ينقص ويدقّ حتى يعود كما كان على حال واحد، فنزل: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَااقِيتُ لِلنّاسِ»} أى لأجل دينهم وصومهم وفطرهم وعدّة نسائهم والشروط التى تنتهى إلى أجل معلوم.

وقال قتادة فى تفسير الآية: جعلها الله تعالى مواقيت لصوم المسلمين وإفطارهم وحجّهم ومناسكهم وعدّة نسائهم وغير ذلك، وقال أحمد بن حنبل رحمه الله: (٢)

حدّثنا إسماعيل حدّثنا أيّوب حدّثنا نافع عن ابن عمر قال ذكر الهلال عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه فإن غمّ عليكم فأكملوا العدّة شعبان ثلاثين يوما ثم صوموا، أخرجاه فى الصحيحين، وسنذكر من مبدأ التأريخ وما اختلف فى ذلك من الأقوال فى مكانه إن شاء الله تعالى.

فصل

فى ذكر أوّل المخلوقات

(٣) قلت: قد ذكر أبو منصور الثعالبى رحمه الله من ذلك جملة كبيرة فى كتابه المسمّى لطائف المعارف أثبتّها فى كتابى الذى سمّيته حدائق الأحداق ودقائق


(١) القرآن الكريم ٢/ ١٨٩؛ قارن الجامع لأحكام القرآن ٢/ ٣٤١
(٢) مسند أحمد بن حنبل ٢/ ٦٣؛ صحيح البخارى ١/ ٣٢٧، الصوم، الباب ١١؛ صحيح مسلم ٣/ ١٢١، الصيام
(٣) مأخوذ من مرآة الزمان ٤ ب، -١