أمّه أمّ ولد تسمّى شكلة سوداء، وبها يعرف فيقال إبراهيم بن شكلة! وكان أسود عظيم الخلقة لقّب بالتنّين. وهو الخليفة الذي تنقّل في خمس طبقات: كان يعدّ في طبقة أبناء الخلفاء. <ثم صار خليفة>.ثم عاد إلى طبقة الندماء بحضرة المأمون. ثم صار في طبقة المغنّين. ثم عاد في مشيخة بني هاشم.
ذكر سنة اثنتين ومائتين
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ثلاثة أذرع وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وتسعة عشر إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة المأمون عبد الله بن هارون الرشيد. وعمّال مصر بحالهم. كانت بيعة إبراهيم بن المهدي ببغداد في التاسع من المحرّم من هذه السنة. ولقب المبارك وملك الكوفة والسواد فأقام كذلك أحد عشر شهرا ثم اضمحلّ أمره فهرب واستخفى وبقي في استتاره ستّ سنين. وظفر به المأمون في شهر ربيع الآخر سنة عشرة ومائتين، فعفى عنه واستبقاه كما يأتي من ذكر ذلك في تاريخه. ولم يزل حيا ظاهرا قائم الجاه، موفور المال إلى أن مات حتف أنفه في خلافة المعتصم في شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومائتين وله أحد وستون سنة وشهور. وكان قد كتب له إبراهيم بن نوح بن الوليد النصراني من أهل الأنبار.