الذى فضل فى الإحسان أبناء جنسه، وسلك فى مدح الخلفاء طريقا لم يأنس فيها بغير نفسه، وأتى من المجالس الباهرة بما لم يعرف من قبله، وأبان بإعرابه عن غزارة طبعه وسعة فضله. فمن ذلك قوله من قصيدة افتتحها منها:
هل كان ضمّخ بالعبير الرّيحا ... مزن يهزّ البرق فيه صفيحا
ومنها:
ولقد تجهّمنى فراق أحبّتى ... وعدا سنيح الملهيات بريحا
وبعدت شأو مطالب وركائب ... حتى امتطيت إلى الغمام الرّيحا
حجّت بنا حرم الإمام ركايب ... ترمى إليه بنا السّهوب الفيحا
فتمسّحت لمم به شعث وقد ... جئنا نقبّل ركنه الممسوحا
هل إلى الفردوس من أرب وقد ... شارفت بابا دونها مفتوحا
فى حيث لا الشّعراء مفحمة ولا ... شأو المدايح يدرك الممدوحا