وقال؛ قل للوزير إنّ أمير المؤمنين-أعزّه الله-قد أحلّك محلاّ فإن جئناك فلأمير المؤمنين، وإن انقطعنا عنك فلك؛ وكلّ يعرف أصله! ثم حصلت الوحشة بينهما منذ ذلك اليوم.
ذكر سنة ثلاثين ومائتين
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ثلاثة أذرع واثنان وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وتسعة أصابع.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة هارون الواثق بالله بن محمد المعتصم. وعيسى بن منصور بحاله وعبد الملك بن خليفة. والقاضي ابن أبي الليث مستمرّ على قضائه.
كان سبب صلة القاضي أحمد بن أبي دؤاد بالخلفاء ما روي عن محمد بن عمر الرومي قال؛ طلبت ذات ليلة إلى حضرة المأمون للمنادمة- وكان المأمون والمعتصم ويحيى بن أكثم وصرت رابعهم. فأفضى بنا الحديث والمنادمة إلى الطعام وطبخه فقال المأمون: ليطبخ كلّ منا قدرا من الطعام ونتناظر فيه! فأحضر لكلّ واحد منا بحاجته فلمّا تهيأت القدور ورضوا جميعا وقلنا: لا بدّ لنا من يحكم بيننا! فقال القاضي يحيى: أي من أحضرناه حكم لأمير المؤمنين علينا! فقال المأمون لبعض الخدم أخرج من باب الخاصّة فمن وجدت أحضره إلينا كائنا من كان! قال؛ فخرج الخادم-وكان الليل قد تهوّر-