الروميّ وظهر عليهم، فرأى دم يحيى يغلي فقتل عليه سبعين ألف، فسكن.
وأخرب بيت المقدّس، والله أعلم.
[ذكر عيسى ابن مريم، صلوات الله عليه]
وأمّا عيسى، صلوات الله عليه، فإنّ مولده سحر يوم الأربعاء الخامس والعشرين من كانون الأوّل سنة ثلاثمائة من تاريخ الإسكندر اليونانيّ، ويقال: سنة تسع عشرة وثلاثمائة. وقيل: إنّ مريم، عليها السلام، حملت به ولها ثلاث عشرة سنة. وقال الحسن: حملت به تسع ساعات، ووضعته من يومها. وقال الجمهور من العلماء والمفسّرين وأهل الكتاب: حملت به تسعة أشهر، وكانت ولادته في بيت لحم. ولمّا مضت له ثمانية أيّام ختن على سنّة موسى، وسمّوه يسوع. ولحقت به أمّه مصر، وأقامت هناك اثنتي عشرة سنة. ثمّ عادت به إلى ناصرة، من جبل الجليل، عليه السلام. وأمّا اليهود نسبوه إلى رجل يقال له: يوسف النّجّار، من دار داود، كانت مريم مسمّاه.
وقال أبو هريرة، رضي الله عنه: وكانت مريم لها (١٦٩) ابن عمّ يقال له: يوسف. وكانت هي وإيّاه يليان خدمة كنيسة. وكانت مريم إذا نفذ مايها وماء يوسف، يأخذ كلّ واحد منهما قلّته وينطلق إلى المغارة التي فيها الماء ويعودا.
فلمّا كان اليوم الذي لقيها فيه جبريل، عليه السلام-قال: وكان ذلك اليوم أطول يوم في السنة وأشدّ حرّا-ونفد ماء مريم، فقالت ليوسف: أما ننطلق بنا إلى الماء؟ قال يوسف: إنّ عندي لفضلة. فأخذت