للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كفالتها. ولمّا بلغ زكريّا الكبر، رزقه الله تعالى يحيى من زوجته، وكانت عاقرا لم تلد ولم ترزق ولدا سواه.

وولدت (١٦٨) مريم عيسى، عليه السلام، بعد ولادة يحيى بثلاث سنين، وقيل: ستّة أشهر. فاتّهموا بني إسرائيل زكريّا بمريم، وهمّوا به، فاختفى منهم في جوف شجرة، فنشروها بالمنشار وزكريّا في داخلها؛ هذا قول وهب. وقال ابن إسحاق: ذكر لي بعض أهل العلم أن زكريّا مات موتا سويّا. وأمّا يحيى، عليه السلام، فهو ابن خالة أمّ عيسى، عليه السلام، مريم. ويقال: ابن أختها. وكان حصورا لا يعرف النساء. وقيل: إنّ يحيى عليه السلام، صبغ عيسى، عليه السلام، أي عمّده، فإنّه غمسه في نهر الأردنّ. فيقال له: يحيى الصابغ. وقيل: إن ملكا من ملوك بني إسرائيل، شاور يحيى في تزويج امرأة، فقال: إنّها بغيّ. فاحتالت عليه المرأة حتّى قتله الملك، وبقي دمه يغلي على الأرض، وذلك بعد رفع المسيح، حتّى غزاهم ملك من ملوك بابل يقال له: حردوش. ويقال: بل غزاهم طيطوش