[٢٣ - أبو الوليد ابن زيدون وزيره]
له القصيدة الفريدة النونيّه التى لم يعمل فى باب الرثاء مثلها وسبق وعدنا بإثباتها:
بنتم وبنّا فما ابتلّت جوانحنا ... شوقا إليكم ولا جفّت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضى علينا الأسى لولا تأسّينا
حالت لفقدكم أيامنا فغدت ... سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
إذ جانب العيش طلق من تألّفنا ... ومورد الأنس صاف من تصافينا
وإذ هصرنا غصون الوصل دانية ... قطوفها فجنيناها كما شينا
ليسق عهدكم عهد السرور فما ... كنتم لأرواحنا إلاّ رياحينا
من مبلغ الملبسينا بانتراحهم ... حزنا مع الدّهر لا يبلى ويبلينا
إنّ الزمان الذى ما زال يضحكنا ... أنسا بقربهم قد عاد يبكينا
غيظ العدى من تساقينا الهوى فدعوا ... بأن نغصّ فقال الدهر: آمينا
فانحلّ ما كان معقودا بأنفسنا ... وانبتّ ما كان موصولا بأيدينا
وقد نكون ولا يخشى تفرّقنا ... فاليوم نحن، ولا يرجى تلاقينا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute