للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والزوايا والخوانق تقدير خمسه واربعين الفم (١) والف قميص. ثم توجه طالبا الغزاه ثالث ربيع الأول (٢)، ونزل عليها ووقع الحصار.

ذكر فتح عكا وماجرا (٣) عليها من الحروب

كان نزول السلطان عليها يوم الخميس ثالث شهر ربيع الاخر من هده السنه، الى ثامن جمادى الاولى حصل للعسكر تشويش عظيم، سببه هروب الامير حسام الدين لاجين وعلم الدين ابو (٦) خرص. وكان ابو خرص قد قال للامير حسام الدين:

«احترز، فان السلطان يمسكك». فخاف القبض عليه، فركب وطلب (٢٧٢) ناحيه السواد، وكان نازلا بالقرب من الامير علم الدين الدوادارى. فلما احس بهروبه، ركب وساق خلفه الى قرب عجلون، فلحقه وقال له: «بالله عليك لا تكن سبب هلاك المسلمين. فان الفرنج ان علموا بالأمر خرجوا على المسلمين، وهم فى هدا التشويش من جهتك. فلن تكن (١١) لهم اقامه، وتكن انت السبب فى دلك». ولم يزل به حتى رجع به. فلما كان ثانى يوم احضره السلطان، واخلع عليه، وطيب قلبه يومين.

ثم ان السلطان رسم فى اليوم الثالث ان يلبس الجيش جميعه لاجل الزحف على عكا.

فركب الجيش بكماله، وحضروا الى باب الدهليز المنصور. وفى تلك الساعه مسك الامير حسام الدين لاجين، وقيده وسيره الى صفد صحبه الامير فارس الدين البكى.


(١) الفم: كذا بالأصل، ويقصد المؤلف «الف درهم» كما ورد فى م ف والجزرى ق ٧٨ ب
(٢) ثالث ربيع الأول: فى الأصل وفى م ف «ثالث شهر دى القعدة»، وهو تصحيف والصيغة الصحيحة هى المثبتة من الجزرى ق ٧٨ ب
(٣) جرا: جرى
(٦) ابو: أبى
(١١) تكن: تكون--وتكن: وتكون