بالعصا. فكانت تفعل ذلك فيتدارك ويتلافى حكمه. وله قضايا ونوادر مشهورة ليس هنا مكانها.
وأمّا السبب في قتل طرفة بن العبد فكان قد هجا عمرو بن هند، ثمّ مدحه. فحقد عليه وأراد قتله. فكره أن يقتله بمحضر بكر بن وائل، وخاف أن يهجوه المتلمّس لأنّه خاله، فكتب لطرفة وللمتلمّس إلى المعكبر، عامله على البحرين، كتابين بقتلهما جميعا. وقال لهما: اذهبا اقتضاء صلاتكما من هناك. فأمّا المتلمّس فدفع صحيفته إلى غلام من أهل الحيرة، فقرأها عليه، فوجد فيها الشّرّ، فنبذها في النّهر، وقال لطرفة: فكّ صحيفتك، ففيها والله ما في صحيفتي. فأبا، وقال: ما كان ليجسر عليّ. ومضى، فقتل، والله أعلم.
ذكر الأعشى، جاهليّ
هو ميمون بن قيس ابن أسد بن ربيعة، ويكنى أبا نصر. وكان يقال لأبيه: قتيل الجوع. وسمّي بذلك لأنّه دخل غارا ليستظلّ به من (٣٢٤) الهاجرة، فوقعت صخرة من الجبل فسدّت الصغار، فمات جوعا. وهو أحد الأعلام من شعراء الجاهليّة وفحولها.