قيل: وكانت أمّه من بني يشكر، فقال عمرو بن هند للحارث اليشكريّ: ممّن المتلمّس؟ فقال: هو منوط فينا، وأحيانا تزعم أمّه أنّه من بني ضبعة بن ربيعة، وهو ساقط عندنا. فبلغ ذلك المتلمّس، فقال (من الطويل):
يعيّرني أمّي رجال ولا أرى ... أخا كرم إلاّ بأن يتكرّما
ومن كان ذا عرض كريم ولم يصن ... له حسبا كان اللّئيم المذمّما
ولو غير إخواني أراد بنقصي ... جعلت له فوق العرانين ميسما
وما كنت إلاّ مثل قاطع كفّه ... بكفّ له أخرى فأصبح أجذما
يداه أصابت هذه حتف هذه ... فلم تجد الأخرى عليها مقدّما
لهذي الحكم قبل اليوم ما تفرع العصا ... وما علّم الإنسان إلاّ ليعلما
ذو الحكم الذي عناه هو أكثم بن صيفيّ، وكان حكما من حكّام العرب، ولمّا أسنّ أحسّ بتغيّر عقله، فقالت له ابنته في ذلك، فقال لها:
إذا حضر عندي الخصوم وعلمت منّي ما تدّعينه من حكمي فاقرعي المجنّ